Monday, December 28, 2009

دوائر الخوف



تلاحقني دوائر الخوف ، أحاول أن أبتعد أو أن ألوذ بمكان امن و لكنني اكتشفت أن الخوف مازال يلاحقني


يسكن الخوف مكان أثير في كل دوائري الاجتماعية ، فعائلتي تتعامل معي علي أنني متمردة علي التقاليد و منعزلة و مستقلة بشكل مقلق، و ترتعد عندما تسمع لبعض أفكاري و مناقشاتي . و صديقات الصغر قلقات علي مآلي و تزعجهن اختياراتي في العلاقات و القرارات. .إلا أنني أجد مرفأ امن في دائرة أصدقاء الجامعة و ما بعدها و خاصة شلتي الصغيرة ، فعلي الرغم من أننا أتينا من خلفيات مختلفة و قد لا ننتهي نهايات واحدة ، إلا أننا قررنا أن نحتفي بجمال الفسيفساء التي نكونها معا، فلكل منا لونه و جماله و أن لم نتمازج أو نتفق
علي الرغم من الخوف الذي يلاحقني في هذه الدوائر ، إلا أنني توقعته و أتعايش معه، و أراه طبيعي نظرا لاختلاف رؤيتنا للأشياء. إلا أن الدائرة التي تزعجني و تجعلني أراجع قناعاتي هي الدائرة التي اشعر بالانتماء اليها حتي لو كنت من المغضوب عليهم فيها
عن دائرة ناشطات حقوق المرأة و النسويات أتحدث. عذرا إن كنت فرقت بين ناشطات حقوق المرأة و النسويات و لكن البعض يعتبر لفظ" نسوية" وصمة أو مصطلح سيئ السمعة و أخريات لا ينتمون فعلا للحركة و إن كان نشاطهن مركز علي النساء. في هذه الدائرة دائما ما نتغني بالأخوية النسوية و علاقات الدعم و المناصرة و نتخيل أننا نحمل هما مشترك و نسعي لتحقيق نهايات معا ، إلا انني دائما ما اشعر بعكس ذلك ، اري استقطابا بين المنتميات لمدارس ايدولوجية مختلفة خاصة فيما يتعلق بالنسويات صاحبات التوجه الديني و النسويات العلمانيات. ترهقني محاولاتي المستميتة ان استرضي البعض و اثبت لهم ان الاسلام الذي اؤمن به ليس اسلام المودودي او بن لادن و انني لا اشارك الاسلاميين موقفهم من المرأة . و استغرب بشدة من اندماج العلمانيات النسويات مع مبادرات عالمية تتقدمها نسويات اسلاميات عالميات و تعاطيهن معهن و احتفائهن بنسويات إسلاميات الا انهن في الداخل لا تتقبلن بنات جلدتهن اللاتي تحمل نفس المبادئ. أتذكر جيدا محاكم التفتيش التي عقدت لي و ان كانت صامتة لانني ارتدي غطاء للرأس أو لأنني أقول قولا مختلفا عما يقلن و ما زلت اشعر بارتيابهم و شكهن في توجهاتي
أضف إلي دور التوجهات الايدولوجية في استبعادي من هذه الدائرة دور آخر و هو عامل السن و الخبرة ، فكوني لم انشأ في مجتمعات النسويات و خاصة اليسار و أنني لم انتمي إلي أي من مؤسساتهن و لا أشاركهن خطاباتهن القومية و أنني آثرت السلامة و بدأ أتلمس خطاي مع مجموعة من زملائي بعيدأ عن رعاية الكبيرات. ، يجعلني دائما ما اشعر أني قيد الانتقاد و انني في اختبار دائم، فانا لم العب الدور المنوط بالشابات ، فقط آلات تنفيذ و السنة تنطق بلغات غير العربية للتعامل مع الممولين و لكن ليس لنا أي مكان في دوائر تخطيط استراتجيات العمل و اتخاذ القرار .هالني الخوف عندما رأيت بعيني تعامل بعض المؤسسات مع الشابات اللاتي تتجه لعمل اخر في جهة افضل، فهؤلاء الشابات اصول للمؤسسة لا يصح لهم اتخاذ طريق سوي ما تحتاره المؤسسة، خاصة مع الاخذ بعين الاعتبار بيئة العمل الغير ودودة في العديد من مؤسسات المجتمع المدني و خاصة فيما يتعلق بالمرتبات و الوضع المالي.
مازالت تقبع في ذاكرتي ذكري أول مؤتمر تمويل إقليمي احضره و يا لها من ذكري أليمة و قد كان هذا المؤتمر منظم بحيث يتيح للنسويات الشابات الالتقاء يوما قبل بدء المؤتمر للمناقشة و تبادل الآراء ، لم اعتد إن اخشي الحديث في الفاعليات العامة الا ان رهبة سكنتني طوال فعاليات المؤتمر و استغرقت وقتا طويلا احسب حساباتي و اراجع مواقفي قبل حتي البوح بها ، فانا بلا ضهر ، لن يوجد من يتولي أمري و يدافع عن افكاري علي عكس باقي زميلاتي الشابات اللاتي اتين جميع محملات بمباركات مؤسساتهن الراعية.

ما زال الخوف يسكنني، ما هي خطوتي القادمة ، علي أي اساس اختار قضاياي و كيف اختار معاركي
ملحوظة : استوحيت فكرة التدوينة من الكتب الرائع لدكتور نصر حامد ابو زيد :دوائر الخوف و هذه التدوينة في اطار حملة كلنا ليلي

فاطمة

Labels:

9 Comments:

At 3:00 AM, Anonymous Anonymous said...

هايل يا فاطمة , اعتقد انو الحركه النسوية خلاص اترهلت وبقت جزء من النظام الرأسمالي ولا تعبر عن طموحات الفتيات وبالتالي ده دورنا اننا نعمل حركة نسويه شابه تطمح لخلق واقع نسوي افضل ومش لفلوس اكتر من الممول>
صبا

 
At 6:44 AM, Anonymous Anonymous said...

أحييكي يا فاطمة علي صراحتك و صدقك، أعتقد أن كثيرين سيشاركونك الرأي، و قليلون ستكون تجربتهم مختلفة عنك فهناك البعض من النسويات "الكبار" مشجعين و راعين لمن يصغرهن سناً (علي قلتهم)، و أعتقد أن علينا جميعاً كبار و صغار أن نصمم ونعمل علي أن نخلق مساحة حرة و آمنة للجميع للتحرك فيها و الشعور بالمساندة و الأمان...إحنا مش ناقصين، عندنا مشاكل كبيرة خارجنا و محتاجين بعض في الآخر برضه...:)))

تحياتي،

مروة

 
At 7:37 AM, Blogger Fatma Emam said...

This comment has been removed by the author.

 
At 7:39 AM, Blogger Fatma Emam said...

صبا الغالية
اولا شكرا علي الدعم، ثانيا لا اود استخدام لغة سلبية تجاه الحركة علي الرغم من الاسي الذي يعتريني، انا اوافقك اننا نحتاج ان نعبر عن انفسنا و نضع مطالبنا علي اجندة الحركة النسوية و نحتاج الي توحيد جهودنا


مروة
اهلا بك علي تابوهات و شكرا علي الاهتمام و التعليق
من المفترض ان تكون الحركة ملاذ امن و ان نقدم الدعم لبعضنا البعض ، فهي حاجة اساسية لاستمرارنا في ظل الواقع الصعب الذي نواجهه، قد لا تكون فقط مشكلة الكبيرات انهن لا يقدمن الدعم ، قد نكون نحن الشابات لا نجيد عرض قضايانا او لا نبذل جهد كافي في ايصال وجهة نظرنا
اعلم ان علاقات الاجيال عادة ما تتسم بالتصارع ، الا اننا يجب ان ندرك اننا دروع نحمي بعضنا البعض ، فلن نصل الي مستقبلنا بدون اسهامات الكبيرات و لا يبقي ما فعلوه بدون جهود الشابات

 
At 6:06 AM, Blogger mozn said...

اولا صحيح اننا جميعا نعيش فى دوائر من الخوف ومرجعيته الاساسية بالنسبة لى هى احساسنا الداخلى بالخوف وليس فقط ما نواجهه من المجتمعات الخارجية وفى هذا اختلف مع نهلة فانا لا ارى كل البنات تعيشن فى دوائر الخوف
من تسعى للاختلاف عن السائد هى من تشعر بالخوف ويرجع هذا لعدة عوامل اولها فى وجهة نظرى هو اننا لازلنا نريد كل شئ ، لازال العديد من النساء يردن كل شئ فهن مختلفات عن مجتمعاتهن ولكنهن ليسوا على استعداد لدفع ثمن الاختلاف وايضا يردن التقدير من الاخر وهذا تصور قاصر عن انفسنا اعتقد اننا يجب ان نتجاوزه فمن تريد الا يسرى عليها قيم سائدة عليها ان تواجه ذلك وتدفع ثمنه
ثانيا انا ارى انك خلطتى بين عالمين وهو عالم العمل النسوي وعالمك الخاص وسط اصدقائك واحساسك بالخوف ، فمن الطبيعى ان نواجه ازمات داخل مجتمع العمل فنحن لسنا ملائكة ومن الطبيعى ان يدافع الاخر عن اختياراته ووجوده ولكن المطلوب ان نظل قادرات على تحمل الاختلاف عن الاخر وخلق مجال للجميع للعمل على مايرونه اولوية للعمل
ولكن ان كنتى تشعرى بهذا داخل مجتمع الاصدقاء فهذا هو الخطر وانا اتفهم هذا الشعور فعندما نحاول خلق مجتمع بديل من مجموعة من الاشخاص نتصور انهم مختلفون وقادرون على فهمنا ونكتشف انهم اول من يحكم علينا ويعاقبنا ويعزلنا فهذا هو اصعب شعور وهو ايضا اخطر دائرة خوف
فى النهاية ياتوتى متقلقيش انا مستحملاكى زى ماانتى وراضية بنصيبى معاكى وانك بتكفرى ذنوبى ................

 
At 4:50 AM, Blogger Fatma Emam said...

مزنتي: متفقة معك في حاجات كتير كالعادة، مع الاسف انا مش زيك قادرة افرق بين دوائر العمل و الصداقة و دة لانهم فعلا متداخلين ، انا باشتغل مع من يعني ؟؟
يمكن لو عملت فرق يتحسن احساسي و ابطل عشم في الناس
انا مع الاسف السنة دي شرخت عندي ايماني بمسلمات في علاقاتي بالناس اللي اختارتهم و شفتهم سندي و عزوتي ، بس برضه لازم الاقي مكان استأنس به، و انت احد اركان المكان دة يا صاحبتي الحلوة
و بعدين يا زونة انا قدرك يا حبيبتي ، ما تطلبيش من ربنا رد القضاء اطلبه اللطف ، مش اللطف اللي هو الجنان يعني :P

 
At 12:01 PM, Anonymous Anonymous said...

شكرا لك اخي الكريم
شات عراقي,شات عراقنا,دردشة عراقنا,دردشة عراقية,جات عراقنا,جات عراقي,دردشة صبايا عراقية,دردشة صبايا العراق,دردشة العراقية,دردشة قطر,شات قطر,شات صبايا عراقية,شات صبايا العراق

 
At 6:24 PM, Anonymous افلام اون لاين said...

مشكووووووووووووور

 
At 5:48 AM, Anonymous دردشة عراقنا said...

شكرااا

 

Post a Comment

<< Home